
تحويل حياة الناس وإطلاق العنان لإمكاناتهم في كل خطوة على الطريق
- Categories قصصنا
- Date 14/11/2024
بعيداً عن العناوين الرئيسية، لكل فرد قصة خاصة به
———–
تعرف على أحمد، طفل ذكي ونشيط يبلغ من العمر تسع سنوات يعيش في مخيم للاجئين، والذي واجه مثل العديد من الأطفال في مثل وضعه، تحديات فريدة من نوعها في تعلمه وتطوره الاجتماعي. ونظراً لظروفه، عانى أحمد من صعوبات في التركيز والتنظيم العاطفي وشعر بالعزلة بين أقرانه. أراد معلموه وعائلته دعمه لكنهم كانوا يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لتلبية احتياجاته الخاصة بشكل فعال.
عندما التقيت بأحمد لأول مرة، كان من الواضح أن لديه إمكانات هائلة تنتظر من يطلقها. كانت عيناه تضيء عندما كان يتحدث عن الأشياء التي يحبها، لكنه كان يشعر بأنه يساء فهمه وغالباً ما كان ينسحب من الأنشطة. وإدراكاً مني لنقاط قوته وتحدياته، عملت عن كثب مع أسرته ومعلميه لوضع خطة دعم فردية متجذرة في تقنيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA). وضعنا معًا أهدافًا واضحة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاته، بما في ذلك تعزيز مهاراته الاجتماعية، وزيادة مدى انتباهه، وإيجاد طرق للتعبير عن مشاعره بشكل بنّاء.
كان أحد أكثر الأجزاء المجزية في هذه الرحلة هو مشاهدة تقدم أحمد كل أسبوع. فمن خلال الدعم المستمر والأنشطة المصممة خصيصًا والتوجيه اللطيف، بدأ أحمد في الانخراط مع أقرانه وشارك بحماس في أنشطة الفصل الدراسي. نمت ثقته بنفسه حيث بدأ يرى نفسه قادراً ومفهوماً. لاحظ مدرسوه أنه لم يكن أكثر انتباهاً في الفصل فحسب، بل بدأ أيضاً في القيام بأدوار قيادية صغيرة، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل أشهر فقط.
اليوم، أحمد يزدهر. وتستمر مرونته وإبداعه وثقته الجديدة في إلهام كل من حوله. تؤكد هذه التجربة كيف يمكن لكل طفل، مع الدعم المناسب، أن يتغلب على الشدائد ويعيد اكتشاف نقاط قوته ويحقق كامل إمكاناته. تعكس رحلة أحمد التزامنا بتحويل حياة الأطفال خطوة بخطوة، وتمكينهم من تجاوز التحديات التي تواجههم وبناء مستقبل أكثر إشراقاً.
بناء مستقبل شامل للجميع: تمكين المعلمين من تحويل بيئات التعلم إلى بيئات تعليمية أفضل
———–
في ABA4Change، نؤمن في ABA4Change أن التعليم الشامل يبدأ بتمكين المعلمين. عندما دخلنا في شراكة مع مدرسة لديها مجموعة متنوعة من الطلاب، كان من الواضح أن الموظفين كانوا حريصين على دعم كل طفل ولكنهم كانوا يفتقرون إلى التدريب والأدوات اللازمة لتلبية الاحتياجات الفريدة للطلاب ذوي الإعاقات وتحديات التعلم والاختلافات السلوكية.
بدأت رحلتنا ببرنامج تدريبي شامل مصمم خصيصًا لتزويد المعلمين والمستشارين والإداريين باستراتيجيات عملية لخلق بيئة تعليمية شاملة. من خلال ورش العمل والأنشطة العملية والجلسات التعاونية، ركزنا على تحويل نهجهم في الدمج من خلال تغطية المجالات الرئيسية مثل خطط التعليم الفردية (IEPs)، وإدارة السلوك، ومبادئ تحليل السلوك التطبيقي (ABA) في الفصل الدراسي.
جاءت واحدة من أقوى اللحظات عندما شاركت المعلمة السيدة رنا تجربتها مع أحد الطلاب الذي كان يكافح من أجل المشاركة في الفصل بسبب التحديات السلوكية. لطالما أرادت مساعدته لكنها لم تكن متأكدة من كيفية التعامل مع احتياجاته. من خلال تدريبنا، تعلمت السيدة رنا تقنيات جديدة لفهم سلوكه والاستجابة له بشكل أفضل، وذلك باستخدام التعزيز الإيجابي واستراتيجيات الدعم المصممة خصيصًا لتشجيعه على المشاركة.
أثناء عملنا معًا، كان التحول في جميع أنحاء المدرسة رائعًا. أصبح المعلمون أكثر ثقة في تكييف أساليب تدريسهم، واستخدام التعليمات المتمايزة، وتعزيز ثقافة الفصل الدراسي حيث يشعر كل طفل بأنه مرئي ومقدر. بدأوا في تنفيذ برامج التعليم الفردي بتفانٍ متجدد، ودمج الأهداف الفردية والاحتفال بكل انتصار صغير. الطلاب الذين كانوا يشعرون بالعزلة أو سوء الفهم أصبحوا الآن يشاركون بنشاط أكبر ويتواصلون بشكل إيجابي مع أقرانهم.
بالإضافة إلى الدعم الأكاديمي، ركزنا على الرفاه النفسي والاجتماعي. تعلّم المعلمون استراتيجيات للتعرف على علامات التوتر والقلق لدى الطلاب وتقديم استجابة رحيمة تغذي المرونة العاطفية. مكّن هذا النهج الشامل الموظفين من خلق بيئة آمنة وشاملة حيث يمكن لجميع الطلاب أن يزدهروا.
واليوم، تعد هذه المدرسة مثالاً ساطعًا على التعليم الشامل في العمل. لا يكتفي الموظفون بتبني مبادئ الدمج فحسب، بل يقودون بالقدوة، ويوضحون كيف أن كل طفل، بغض النظر عن قدراته أو التحديات التي يواجهها، يستحق الحصول على تعليم جيد ومجتمع يؤمن بإمكاناته.
تجسّد هذه القصة مهمتنا في ABA4Change: تمكين المعلمين بالمهارات والمعرفة والثقة اللازمة لدعم الدمج وإنشاء فصول دراسية يتم فيها التعرف على نقاط قوة جميع الأطفال وتحقيق إمكانات كل طفل.
رحلة في التعليم الشامل للجميع
———–
عندما عملت لأول مرة كأخصائي نجاح الطلاب، واجهت مجموعة من الطلاب الذين تم تصنيفهم على أنهم “صعبو المراس” أو حتى “لا يمكن الوصول إليهم”. كان هؤلاء الأطفال قد واجهوا سنوات من سوء الفهم والإحباط، وشعروا بالعزلة عن أقرانهم والإحباط بسبب الاعتقاد بأنهم لا يستطيعون النجاح. لكنني كنت أعلم أن كل واحد منهم لديه إمكانات غير مستغلة تنتظر من يكتشفها.
بدأت الرحلة بتغيير وجهات النظر وبناء ثقافة الاحترام والتفاهم والتوقعات العالية. تعاونت مع المعلمين لتجاوز التصنيفات ومساعدتهم على رؤية نقاط القوة الفريدة لكل طفل. قمنا معًا بتنفيذ خطط تعليمية مخصصة وخلقنا بيئة شاملة يشعر فيها كل طالب بالأمان والدعم والقدرة على التعلم.
كانت إحدى الطالبات، وتدعى ليلى، غالباً ما توصف بأنها “بطيئة” بسبب صعوبة مواكبتها في الفصل. فقد كانت تكافح من أجل التركيز وغالباً ما كانت تنغلق على نفسها عندما تصبح المهام مرهقة. من خلال مزيج من الدعم الفردي واستراتيجيات التعلم المنظم والتعزيز الإيجابي، صممنا خطة تناسب أسلوبها في التعلم. وبمرور الوقت، بدأت ليلى تتألق وتشارك في المناقشات داخل الفصل، وتستكمل الواجبات بشكل مستقل، بل وتدرس أقرانها في المواد التي تتفوق فيها.
بدأ أولياء الأمور والمعلمون يلاحظون حدوث تحول. فهؤلاء الطلاب، الذين كان يتم تجاهلهم في السابق، أصبحوا الآن يساهمون في الأنشطة الصفية ويظهرون ثقة جديدة في قدراتهم. ومع ازدياد ثقتهم بأنفسهم، ازدادت رغبتهم في المشاركة والتعلم والمحاولة مرة أخرى بعد الانتكاسات. لقد أصبح هؤلاء الطلاب “المصنفون” أعضاء نشطين وفخورين في المجتمع المدرسي، مما يثبت أنه مع الدعم المناسب، يمكن لأي طفل أن يزدهر.
تعزز هذه التجربة التزامي بالتعليم الشامل وإيماني بقدرة كل طفل على النجاح. نحن لا نعمل معاً على إعادة تشكيل مستقبل الطلاب فحسب، بل نعمل على تغيير العقليات حول ما هو ممكن عندما يُمنح الأطفال الفرصة ليكونوا أفضل ما لديهم.